في إطار جهودها المتواصلة لتعزيز الوعي المجتمعي بطرق الوقاية من الإدمان، شاركت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية في فعاليات ملتقى الوقاية من المخدرات 2025، الذي نظّمته وزارة الداخلية بالتعاون مع مجلس مكافحة المخدرات وشرطة أبوظبي، تحت شعار "أسرة واعية .. مجتمع آمن"، وذلك خلال الفترة من 19 إلى 29 يونيو في غاليريا مول بأبوظبي.
وتأتي مشاركة المؤسسة بهدف تسليط الضوء على جهودها ورؤيتها المتكاملة في التصدي لظاهرة الإدمان، عبر تنظيم سلسلة من الجلسات الحوارية وورش العمل التوعوية، التي استهدفت مختلف فئات وشرائح المجتمع، من اليافعين والشباب وأولياء الأمور إلى المختصين بالصحة النفسية والعاملين في قطاعات التعليم والرعاية الصحية، إضافة إلى الشخصيات المجتمعية المؤثرة.
تمكين الأسرة.. وبناء الأمل
وأكّدت الدكتورة نور المهيري، مدير إدارة الصحة النفسية، أن هذه المشاركة تأتي في إطار جهود المؤسسة الرامية إلى تعزيز الوقاية المجتمعية وتطوير الخدمات النفسية وفق أفضل الممارسات العالمية، لافتةً إلى أهمية تمكين الأسرة كعنصر محوري في دعم الاستراتيجيات الوطنية لمكافحة المخدرات، وتعزيز جاهزيتها للكشف المبكر والتدخل الفاعل في الوقت المناسب.
من جانبه، أوضح الدكتور عمار البنا، مدير مستشفى الأمل للصحة النفسية، أن المستشفى، ومن خلال مشاركته في الملتقى، يحرص على طرح مقاربات علمية تراعي التحولات الاجتماعية والنفسية التي تؤثر في سلوكيات اليافعين، وتسهم في تطوير نماذج تدخل وقائي قابلة للتطبيق، تنطلق من الأسرة وتتكامل مع أدوار المدرسة والمجتمع.
وقد قدّمت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية سلسلة من الورش التوعوية والجلسات الحوارية التي تناولت مواضيع حيوية، منها: "أسرتي المتماسكة" و"جودة الحياة النفسية" و"التربية الإيجابية" و"كيف تتمتع بصحة نفسية؟" و"التربية في زمن المتغيرات".
وناقش عدد من أخصائيي الصحة النفسية في مستشفى الأمل، التابع للمؤسسة، دور الأسرة المحوري في الوقاية من الإدمان ضمن جلسة "تمكين الأسرة لحياة آمنة" بتنظيم برنامج خليفة للتمكين – أقدر، وشّددوا على ضرورة ترسيخ الأمل كقيمة نفسية واجتماعية تحصّن الفرد من الانزلاق نحو السلوكيات الخطرة، إلى جانب التأكيد على مسؤولية الفرد في حماية نفسه، ودور الأسرة في احتواء الأبناء وتعزيز الوعي داخل المنزل.
بدوره، نظّم مستشفى الأمل للصحة النفسية جلسة حوارية تحت عنوان "المراهقون والإدمان: مسؤولية مجتمعية مشتركة"، استعرض خلالها أخصائيو الطب النفسي وعلاج الإدمان عدداً من التجارب الميدانية الناجحة، مؤكدين أهمية التكامل بين الأسرة والمدرسة والمجتمع ضمن منظومة شاملة للوقاية من المخدرات.
الوقاية المتخصصة لأصحاب الهمم
كما نظّمت مؤسسة الامارات للخدمات الصحية، بالتعاون مع جمعية الإمارات للتوحد ومركز سكينة التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية، جلسة تحت عنوان "الوقاية من الإدمان بين اليافعين من أصحاب الهمم: التحديات والحلول المقترحة"، حيث مثّل المؤسسة في الجلسة الدكتور مشعل سلطان، استشاري الطب النفسي عند الأطفال والمراهقين، الذي أكّد على ضرورة تطوير برامج وقائية تراعي الخصائص السلوكية والمعرفية لأصحاب الهمم، وتمكّن الأسرة من التعرف على المؤشرات المبكرة وتوفير بيئة مستقرة تعزز الصحة النفسية.
وناقش المشاركون خلال الجلسة التحديات النفسية والسلوكية التي تواجه هذه الفئة بالتحديد، لا سيما المصابين باضطرابات طيف التوحد، إلى جانب عوامل الخطر التي تزيد من قابلية التعرض لخطر الإدمان، مثل الاضطرابات الصحية المصاحبة، وغياب الروابط الاجتماعية، وضعف الإشراف الأسري.
رؤية متكاملة لحماية الأجيال
ويُعدّ ملتقى الوقاية من المخدرات منصة رائدة لتعزيز وعي الأسر بدورها الوقائي، من خلال تزويدها بالمعرفة والمهارات اللازمة للكشف المبكر عن المؤشرات السلوكية الخطرة، حيث تعكس مشاركة مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية في هذه الفعالية حرصها على أداء دور محوري في بناء مجتمع صحي وآمن، من خلال تقديم خدمات وقائية وتوعوية تضع الإنسان في جوهر الاهتمام. كما تنسجم هذه الجهود مع توجهات المؤسسة الرامية إلى ترسيخ بيئة داعمة للصحة النفسية وبناء مجتمع خالٍ من المخدرات.