تشارك مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية في معرض "جيتكس جلوبال 2025"، الذي يُقام في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر، حيث تسلّط الضوء على حزمة من المشاريع الذكية التي تؤكد ريادتها في توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية لصياغة مستقبل الرعاية الصحية، انسجاماً مع أهداف استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031 ورؤية "نحن الإمارات" 2031 ومئوية الإمارات 2071.
وأكّدت سعادة مباركة إبراهيم، المدير التنفيذي لقطاع المعلومات بالإنابة والرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن المشاركة في "جيتكس جلوبال 2025" تمثل محطة استراتيجية لاستعراض التقدم الذي أحرزته المؤسسة في مجال الصحة الرقمية، مشيرةً إلى أن المشاريع الخمسة التي تعرضها المؤسسة هذا العام ليست حلولاً تجريبية فحسب، وإنما خطوات عملية لبناء منظومة صحية رقمية متكاملة تعزز جاهزية دولة الإمارات لمواكبة المتغيرات العالمية، وتضعها في موقع الصدارة كوجهة رائدة للابتكار الصحي، وأضافت: "يمثل الابتكار في الرعاية الصحية ركيزة أساسية لتعزيز استدامة الخدمات وتحقيق التميز في تجربة المريض، وهو ما تسعى المؤسسة إليه عبر حلول نوعية تعيد تشكيل مفهوم الرعاية المستقبلية".
رعاية عاجلة افتراضية على مدار الساعة
وتستعرض المؤسسة خلال المعرض مشروع "الرعاية العاجلة الافتراضية" الذي يُعدّ نقلة نوعية في تقديم الاستشارات الطبية الفورية للأعراض العاجلة غير المهددة للحياة. ويعتمد النظام بروتوكولات فرز دقيقة واستشارات مرئية مباشرة عبر الفيديو، مع ربط فوري بالسجل الصحي الإلكتروني، ما يسهم في تقليل الزيارات غير الضرورية لأقسام الطوارئ، ويقدم تجربة علاجية آمنة وسريعة تعزز كفاءة المنظومة الصحية وتحسّن مستوى الوصول إلى الخدمات.
"معاً" لتعزيز الصحة النفسية
كما تسلّط المؤسسة الضوء على منصة "معاً" التي توفر محتوى تثقيفياً شاملاً حول موضوعات متنوعة في الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق والوسواس القهري وغيرها، وتتيح إمكانية الوصول إلى الدعم النفسي بسهولة تامة من خلال أدوات التأمل الذهني وخدمات الاستشارات عبر الخط الساخن "تحدث، لنسمعك"، الذي يشرف عليه مختصون مؤهلون لتقديم دعم سري وفعّال في الوقت المناسب. وتعد المنصة مبادرة مجتمعية رائدة لترسيخ ثقافة الوقاية وتعزيز الوعي بالصحة النفسية، بما يواكب توجهات الدولة في تعزيز جودة الحياة.
"التوأم الذكي": نموذج محاكاة متكامل لإدارة المستشفيات
وتعرض المؤسسة مشروع "التوأم الذكي" الذي بدأت بتنفيذه في مستشفى خورفكان، ويعتمد على إنشاء نسخة افتراضية مطابقة للبنية التحتية والموارد والعمليات في المستشفى باستخدام التحليلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي وأدوات التصور اللحظي لمراقبة الأداء وتحسينه. ويتيح المشروع تتبع استهلاك الطاقة والمياه، وإدارة القوى العاملة، ومراقبة استخدام الخدمات، وتتبع رحلة المرضى بدقة عالية، ما يعزز الاستدامة ويرفع كفاءة الأداء التشغيلي، ليشكل المشروع نموذجاً عالمياً متقدماً في توظيف الحوكمة الرقمية لخدمة القطاع الصحي.
"حياة ورؤية ذكية": رعاية استباقية وتقنيات دقيقة لصحة العيون
وتقدم المؤسسة أيضاً مشروع "حياة ورؤية ذكية" الذي يهدف إلى رفع الوعي بأمراض العيون والوقاية منها، وتقديم رعاية متقدمة لمرضى السكري. ويركز المشروع على تعزيز كفاءة الفحص المبكر عبر آليات رقمية متطورة توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي لالتقاط صور دقيقة لشبكية العين وتحليلها بشكل فوري، مما يتيح الكشف المبكر عن أمراض الشبكية، بما في ذلك اعتلال الشبكية السكري والتنكس البقعي المرتبط بالعمر والجلوكوما، والمساهمة في الحد من مضاعفاتها.
تشخيص ذكي لسرطان الثدي
وتستعرض المؤسسة ضمن مشاركتها مشروع "نحو تشخيص ذكي لسرطان الثدي" الذي يمثل نقلة نوعية في مجال التشخيص المبكر، من خلال الدمج بين تقنيات التصوير الإشعاعي ثلاثي الأبعاد وخوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. ويهدف المشروع إلى رفع دقة التشخيص وتسريع إصدار النتائج وتقليل الأخطاء الطبية، بما يسهم في تحسين تجربة المتعاملات وتعزيز جودة الخدمات الصحية، كما يساعد على تمكين التدخلات العلاجية المبكرة والحد من تطور الحالات إلى المراحل المتقدمة، مما يسهم في تحسين نتائج العلاج ورفع معدلات الشفاء، ويعكس التزام المؤسسة بتوظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة صحة المرأة وتعزيز جودة الحياة في المجتمع.
وتعكس هذه المشاريع نهج مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية في الانتقال من الحلول التقليدية إلى منظومة صحية رقمية متكاملة تستبق التحديات المستقبلية وتستجيب بمرونة لاحتياجات المجتمع المتغيّرة، كما تؤكد التزام المؤسسة بـتسريع وتيرة التحول الرقمي في القطاع الصحي الوطني، وتعزيز تنافسية دولة الإمارات على مؤشرات الابتكار والاستدامة وجودة الحياة.