أعلن مستشفى خورفكان، أحد مرافق مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية عن إنجازات لمركز "امتياز السكري والقلب" التابع له منذ إنشائه في عام 2021 وحتى اليوم، والذي يعتبر مركزاً رائداً واستثنائياً لتقديم علاجات أمراض السكري والقلب تحت سقف واحد وخلال زيارة واحدة.
وأكد الدكتور عبدالله البلوشي مدير مستشفى خورفكان، على أن مستشفى خورفكان يحرص على تقديم أفضل الخدمات بما ينسجم مع استراتيجيات مؤسسة الإمارات لخدمات الصحية وتوجهاتها في تقديم الرعاية الصحية الشاملة والاستباقية والمستدامة والقائمة على الابتكار، وبما يتماشى مع المؤشرات الوطنية فيما يتعلق بمرض السكري، ووعد حكومة الإمارات، في أن يتم التركيز على الإنسان أولاً، وتوفير خدمات مصممة لتتناسب واحتياجاته ومتطلباته وتفضيلاته.
وقال البلوشي: "بدأت رحلة مركز "امتياز السكري والقلب" بالمستشفى في تحقيق الإنجازات المميزة بعد نجاح تجربة الإمارات الرائدة في التصدي لجائحة كوفيد-19، وأردنا مع الكادر الطبي أن نصنع قصة نجاح أخرى، وضمن هذا الإطار بدأنا برصد التحديات وتقديم خدمات متنوعة بشكل مختلف للمرضى والمتعاملين، مستندين بذلك على إقامة علاقة طبية إنسانية مع المريض، وإيجاد الاستباقية والمرونة لأي تغيير أو تحديات محتملة، وبناء على ذلك قمنا بتدشين مركز امتياز السكري والقلب في مستشفى خورفكان، ويتميز المركز بكونه مركزاً رائداً ومتكاملاً على مستوى المنطقة في اكتشاف مرض السكري وعلاجه وفقاً لأرقى البروتوكولات العلاجية المتبعة في أفضل المراكز العالمية، حيث يقدم المركز خدمات وعلاجات أمراض السكري والقلب وما ترتبط بها من تخصصات كالكلى وأمراض العيون والتغذية والصحة النفسية تحت شعار “تحت سقف واحد”، بما يؤكد الحرص المتنامي إلى تقديم خدمات متكاملة بأعلى المستويات في مجال الرعاية الشاملة لمرضى السكري ذات التخصصات المتعددة والمنهج الشمولي للإدارة والوقاية من مرض السكري، وفق معايير وأنظمة دولية معتمدة، وضمن الموارد البشرية والتقنية المتاحة.
وأوضح البلوشي أن تبسيط وتسهيل الإجراءات وتقليص رحلة المتعامل من مرضى السكري والقلب إلى يوم واحد وجعلها لنحو 3 ساعات، أسهم في توفير الوقت والجهد على جميع الأطراف، وعمل على تحقيق الأهداف المرجوة عبر تعزيز صحة المتعامل، مشيراً إلى أن ذلك انعكس بشكل إيجابي على توفير الجهد المبذول من الكادر التمريضي عبر تقليل عدد المرات التي تستوجب على المتعامل إجراء التقييم التمريضي في الأقسام المختلفة وتقليصها إلى مرة واحدة فقط خلال الزيارة الواحدة.
وكشف البلوشي، عن أرقام استثنائية حققها المركز على مستوى التعامل مع حالات مرضي السكر والقلب، حيث تم إنقاذ ثلاثة أشخاص من العمى، و13 شخص تم تدارك تدهور حالتهم الصحية وتجنب الوصول إلى مرحلة إصابتهم بأمراض مزمنة في العين، ومن بين 172 شخص يعانون من أمراض في القلب تم إنقاذ 3 أشخاص من جلطات قلبية في أول زيارة لهم، وإنقاذ 91 شخص من بداية أمراض قلب محتملة، كما تم إنقاذ 7 أشخاص من الفشل الكلوي.
وأوضح البلوشي بأنه من خلال الحالات التي تم استقبالها في المركز، تم إثبات وجود دور للوزن الزائد في التسبب بعدم التحكم بمستوى السكر التراكمي، وذلك حين يقوم المريض بالاعتماد فقط على الأدوية، وبناء على ذلك تم إضافة زيارة عيادة التغذية ضمن رحلة المريض، والتي يتم من خلالها التركيز على أهمية تغيير العادات الغذائية، ورفع مستوى وعي المرضى باتباع نمط حياة صحي، الأمر الذي أدى إلى إنقاص كتلة الجسم لعدد من المرضى الذين يعانون من السمنة من الدرجة الأولى، إلى جانب إنقاص كتلة الجسم بالنسبة للمرضى الذي يعانون من الوزن الزائد أيضاً.
ولفت البلوشي أنه في إطار الأهداف الرامية والمتواصلة لتعزيز الصحة النفسية، والتأكيد على دورها الفعال والكبير، قام المركز بدمج الصحة النفسية مع رحلة المريض من فئة الأمراض المزمنة، الأمر الذي أسهم في تشخيص 11 شخص يعانون من أمراض نفسية واكتئاب حاد، خاصة ممن لم يسبق لهم الخضوع لأي تقييم نفسي، مؤكداً أن تشخيص مرضى السكري بهذه الأمراض أدى إلى التزامهم بالخطط العلاجية وبالتالي أحدث تحسناً ملحوظاً في حياة مرضى السكري، مشيراً أن المركز قام بإجراء دراسة لجميع الحالات لمدة عام كامل، وعلى إثر ذلك تبين تقليل الأدوية التي يتعاطاها مريض السكري بنسبة 42% بشكل عام.
ولفت البلوشي إلى أن عدد متعاملي المركز عند تدشينه بلغ 14 متعامل فقط، وذلك لعدم وجود ثقافة التخصصية في علاج مرض السكري لديهم، حيث كان يقوم أغلب المرضى بالتقديم على مواعيد صحية مع الأقسام الباطنية للحصول على الأدوية فقط، مشيراً إلى أن تعزيز الوعي بمميزات المركز كانت إحدى التحديات لدى إدارة المركز والتي نجح المركز في تخطيها، إذ يبلغ الآن عدد متعاملي المركز 365 متعاملاً منتظمين في زيارات الخدمة المتميزة، وذلك منذ افتتاح المركز في أواخر عام 2021، حيث يوفر المركز فرصة تنفيذ إجراءات شاملة للسكر والضغط والقلب والكلى في مكان واحد، منوهاً أنه وفي إطار التجربة الناجحة للمستشفى، يقوم المستشفى في الوقت الحالي بنقل التجربة إلى مراكز ومستشفيات أخرى لتعزيز مبدأ نقل المعرفة، وتحقيق الاستفادة الشاملة، وتسليط الضوء على فرص التطور والابتكار.