تحت رعاية معالي عبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، اختُتمت أعمال المؤتمر الإقليمي لأمراض الجهاز الهضمي والكبد بالشرق الأوسط، الذي نظمته شعبة الجهاز الهضمي والكبد في جمعية الإمارات الطبية بالشراكة مع الكلية الأمريكية للجهاز الهضمي في أبراج الإمارات، خلال الفترة من من 17 حتى 19 نوفمبر الجاري.
استضاف المؤتمر الذي يعتبر بمثابة منصة لتبادل المعرفة، ما يزيد عن 500 من كبار الأطباء والخبراء والممارسين والباحثين في مجالات أمراض الجهاز الهضمي والكبد من 20 دولة، سلطوا الضوء على أبرز التطورات والحلول الطبية والتحديات التي تواجه تشخيص وعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي والكبد، من خلال الجلسات الحوارية، والمناقشات العلمية، حيث طرح المؤتمر 62 ورقة عمل و عرضاً تقديمياً ركزت على دور وأهمية التقنيات الحديثة في تشخيص وعلاج أمراض الجهاز الهضمي والكبد، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي المحسَّن، وتقنيات الجراحة الروبوتية، ودور الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة التشخيص وزيادة الكفاءة العلاجية.
واستهل المؤتمر أعماله بكلمة افتتاحية أكد من خلالها سعادة الدكتور يوسف محمد السركال مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن دولة الإمارات أولت القطاع الصحي اهتماماً ملحوظاً ودعماً لامحدود، واستثمرت به استثماراً بارزاً، وذلك انطلاقاً من إيمانها وقناعتها الراسخة بأهمية الحفاظ على صحة الفرد وسلامته، وتحسين جودة حياته، باعتباره ركيزة أساسية من ركائز تنمية المجتمع، مشيراً إلى أن القيادة الحكيمة بتوجيهاتها السديدة، اعتمدت نهجاً شاملاً للرعاية الصحية، وسعت لتطوير القطاع الصحي، ورفده بالكوادر الوطنية المؤهلة والخبرات العالمية، مما قاد إلى تحقيق الكثير من الإنجازات المتميزة في مجال توفير الأمن الصحي لكافة المواطنين والمقيمين.
وأضاف سعادته أن النجاحات الكبيرة التي تحققت في دولة الإمارات وعلى مستوى العالم في مجال تشخيص وعلاج أمراض الجهاز الهضمي والكبد، ساهمت في تعزيز الحرص على تبني هذا المؤتمر، ومواصلة السعي في تطوير هذا التخصص الطبي الهام عبر استشراف آفاق المستقبل من خلال نخبة متميزة من الأطباء والمتخصصين ممن شكلت مشاركتهم القيّمة إثراءً لفعاليات هذا الحدث الأكبر والأبرز من نوعه في المنطقة، مشدداً على ضرورة تحقيق التميز، وأهمية تقديم خدمات رعاية صحية نوعية عالية المستوى، ترقى إلى المعايير العالمية، وتنتهج استراتيجيات مستقبلية واعدة، مؤكداً التزام جميع الجهات الصحية على مواصلة دعم الابتكار العلمي وتحقيق الرفاه الصحي.
بدوره أوضح الدكتور سمير العوضي رئيس شعبة الإمارات لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، أن المؤتمر حظي باهتمام كبير من أبرز الخبراء والمتخصصين في مجال الجهاز الهضمي والكبد من الدول العربية والعالمية، الذين حرصوا على تسجيل حضورهم ومشاركتهم، لتسليط الضوء على أحدث التطورات في مجال أمراض الجهاز الهضمي والكبد مثل أمراض الكبد الفيروسية، وأمراض القولون والمعدة، واضطرابات الجهاز الهضمي عند الأطفال وغيرها العديد من القضايا المتعلقة بالجهاز الهضمي والكبد، مشيراً إلى أن المؤتمر زخر بالجلسات والحلقات النقاشية وورش العمل التفاعلية التي جمعت كبار الأطباء والمتخصصين، الذين بحثوا من خلال حزمة من أوراق العمل التحديات واقترحوا إجراء مزيد من الدراسات والأبحاث للخروج بحلول طبية مبتكرة ومستدامة.
ويعد المؤتمر تجربة غنية توفر برنامجاً علمياً استثنائياً في مجال أمراض الجهاز الهضمي والكبد، حيث يتضمن جلسات حوارية، ويقدم أحدث الدراسات البحثية الشاملة، إلى جانب ورش العمل المصاحبة، ويسعى المؤتمر لتشجيع الأطباء والباحثين على مواصلة تبني التكنولوجيا المتقدمة والابتكار في إيجاد الحلول لتحديات الرعاية الصحية بما ينعكس في الارتقاء بتجربة المرضى العلاجية، كما يهدف المؤتمر إلى تعزيز فرص التعاون وتنمية الشراكات المحلية والدولية من خلال إقامة برامج تبادل الخبرات والممارسات والمعرفة والتعاون البحثي بين المؤسسات الطبية والمراكز البحثية، لتشكيل وصياغة مستقبل أمراض الجهاز الهضمي والكبد في الشرق الأوسط.