نجح الفريق الطبي بمستشفى الكويت بالشارقة التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، بتحقيق إنجاز طبي متميز، وريادة في الاستجابة مع الحالات الطارئة بعد إجراء جراحة معقدة لاستئصال طحال متضخم لمريض في العقد الثالث من العمر، في حالة نادرة الحدوث وصعبة التشخيص مما أسهم في إنقاذ حياته.
وأكدت آمنة كرم مديرة مستشفى الكويت أن المستشفى يستقبل العديد من الحالات المعقدة والنادرة، وأن حرص مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على تزويد المستشفى بأحدث الأجهزة التشخيصية والمعدات ذات التقنيات العالية بأعلى مقاييس الجودة العالمية، إلى جانب الكفاءات الطبية العاملة في المستشفى، ساهم بشكل كبير في نجاح تلك العمليات وإحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات الصحية المقدمة.
وأعربت كرم عن فخرها بقدرة تعامل المستشفى مع الحالة النادرة التي وردت المستشفى، وكذلك استجابته مع الحالات النادرة الأخرى بمهارة وسرعة فائقة لإنقاذ حياة المرضى، مشيرة إلى حرص مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية ومساعيها الحثيثة نحو تحقيق قفزة في نوعية وجودة الخدمات التي تقدمها للمنشآت التابعة لها.
من جانبه أفاد الدكتور إبراهيم النجومي استشاري ورئيس قسم الجراحة بمستشفى الكويت بالشارقة أن الحالة التي وردت المستشفى تعتبر من أصعب العمليات الجراحية وأندرها إذ تحدث في واحد من الألف من البشر ومايتم تشخيصه ومعرفته جزء قليل جداً من هذه النسبة، فيما تبلغ نسبة حدوث تمزق و نزيف لمثل هذه الحالة 3 من كل 100 ألف نسمة.
وفي التفاصيل وصل المريض بنفسه ودون طلب الإسعاف الوطني إلى غرفة الطوارئ، حيث كان يعاني من الدوار وآلام في الجزء العلوى من البطن، وبعد عمل التحاليل وإجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص الحالة التي كانت تتمدد في جزء من الشريان المغذى للطحال، لوحظ انخفاض ضغط دم المريض ونسبة الهيموجلوبين في الدم مع زيادة الدوار وآلام البطن.
وفي ضوء التشخيصات ارتفعت نسبة الشكوك لدى الأطباء بوجود نزيف داخلي، وبناء عليه تم إجراء أشعة مقطعية وأخرى بالكمبيوتر حيث أثبتت الاشعة والسونار وجود نزيف بالبطن وبداية تمزق في الجزء المتمدد من شريان الطحال الرئيسي.
وبادر الأطباء على الفور إلى اتخاذ قرار استئصال الطحال المتضخم، مستبقين العملية بجراحة للكشف عن مكان النزيف والسيطرة عليه استغرقت أقل من 3 دقائق، حيث أسهم توافر الأجهزة والمستلزمات الطبية الحديثة والمتطورة، لا سيما معدات قفل الشرايين و الأوردة في تسهيل ونجاح إجراء الجراحة بدقة عالية.
واستغرقت العملية الجراحية ساعة و خمس عشر دقيقة نظرا لمهارة الأطباء وسرعة اتخاذ القرار بجراحة كشفية أولية لمعرفة مكان النزيف، حيث تم تزويد المريض بعدها بالمحاليل ومشتقات الدم والأدوية الضرورية، مما ساعد في استرداد المريض لحالته الطبيعية بعد 3 أيام من إجراء الجراحة النادرة.
ومن جانبه أشار الدكتور عيسي المعلمي استشاري جراحة ومساعد المدير للشؤون الطبية أن تحديث مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية المستمر للأجهزة التشخيصية والمعدات وفق أحدث المعايير العالمية، ساعد في الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة، ومكّن الفريق الطبي من إجراء تلك العمليات، موضحاً أن توفير المؤسسة التدريب المستمر للكوادر الطبية ساعد على سرعة اتخاذ القرار الأنسب لكل حالة، ومؤكداً أن استمرارية ظهور الإنجازات المتميزة في المجال الطبي ، يعتبر دليلاً واضحاً على مستوي رقى الخدمات الصحية في الدولة.